من أنا

صورتي
بغداد السلام , Iraq
ويلٌ لأمةٍ ..عاقلها أبكم ..وقويها أعمى ..ومحتالها ثرثار ..!! جبران خليل جبران

السبت، 23 سبتمبر 2017

معبد بارثينون اليوناني للكتاب للفنانة الأرجنتينية مارتا مينوجين
































ما الذي يتراود لذهن البعض منكم..وأنتم تتطلعون لهذه الصور؟؟
قد يرى البعض هيكل يشابه بعض المباني التأريخية التي إعتدنا رؤيتها في كتب الحضارات الأوروبية القديمة..وقد يتصورها البعض..واجهة لمتحف ما..في بقعة ما من أرضنا الشاسعة!
لكن ما ترونه..وأنا كلي ثقة..أنكم ستعيدون التطلع بكل صورة مرفقة بمنشوري هذا..بعد الإنتهاء من قرائته..
عودا لما بدأت به..ما ترونه..هنا..هو..صورة
لمعبد مبني من الكتب الممنوعة..له ذات الأبعاد الأصلية لمعبد بارثينون في أثينا.. وهو معبد آلهة المدينة بالاس أثينا في أكروبوليس.
ومن منحته الصدف زيارة الأكروبوليس سيستذكر الهيكل بشكله الخلاب.
الكتب التي كانت ممنوعة..أو مازالت ممنوعة تشكل أعمدة المعبد وجدرانه وأرضيته..وذلك الأغرب والأجمل في إنشاء فكرة المعرض تلك.!!
لكن..من تراه يفكر بإنشاء معرض للكتب..وبهذا الحجم..وبهذه الهيبة الفخمة؟؟
إنها... الفنانة الأرجنتينية مارتا مينوجين ..
التي تريد من خلال هذه التركيبة الفنية...لفت الأنظار إلى الرقابة والملاحقة التي يتعرض لها الكتاب وأصحابه.
يجب أن تزدهر الكتب من جديد..
هذا هو نص الفكرة من ورائه..
كانت إنطلاقة البداية في عام 1983 حيث تناولت مينوجين لتقديم فكرتها الفنية تلك..
"بارثينون باعتباره رمزا للجمال والمبدأ السياسي للديمقراطية"
والذي تم إتلافه من قبل الديكتاتورية العسكرية المدنية في وطنها الأرجنتين آنذاك.
لأنها قد إستخدمت لهذا المشروع الفني آلاف الكتب المحظورة والتي تم منع تداولها..داخل الأرجنتين حينها..
إعتمدت في وقتها مينوجين..لبناء نسخة بالحجم الطبيعي عن معبد بارثينون اليوناني...تحملها قاعدة من الشبك المعدني. هذه الشباك المعدنية كانت بمثابة جيوب..متراصفة مع بعض..بداخلها المحفوظات من تلك المطبوعات..
وبعد خمسة معارض عمدت رافعتان إلى قلب القاعدة المعدنية على جنبها. وبات حينها بإمكان الزوار اصطحاب الكتب معهم.
أي بإمكانك وأنت تتطلع للكتب..أن تأخذ أيا منها..وأنت تغادر مساحة العرض الهائلة .!!
حتى أزدهرت عندها أقامة معرضها الفريد من نوعه..في مختلف بقاع العالم.!!
عاما بعد آخر..أخذت تتسع عندها الفكرة..وتطورها..بالبحث والتقصي عن الكتب التي تم مصادرتها..ومنع بيعها.بمختلف الدول..ولمختلف الثقافات..
آخر معرض أقامته الفنانة مينوجين..كان في مدينة كاسل الألمانية..
حيث يقام سنويا معرض الدوكومنتا السنوي هناك..وهو من أشد معارض أوروبا على الإطلاق إهتماما..وإقبالا..لروعة العروض الفنية الثقافية فيه.
وكان لمينوجين..مساحة مخصصة لإقامة هيكلها الخلاب..خصصتها لها بلدية كاسل..لروعة وتفرد طرحها الفني.
وقد خصصت المبدعة ما يقرب من 100000 كتاب من شتى أنحاء العالم. بعض من هذه الكتب كانت ممنوعة سنوات طوال.. إلا إنها يتم اليوم تداولها قانونيا..بينما يتم إصدار بعضها الآخر في بلدان أخرى.. وبعضها مازالت ممنوعة في بعض البلدان. وهي دوما تعتمد على جهد كل من يود منحها أي كتاب ممنوع ليكون ضمن الباراثينون..او التقصي عن أي كتب منعت بأي دولة في شتى انحاء العالم.
هذه المرة حطت رحال هيكلها الأثيني في نفس الموقع الذي قام فيه النازيون في عام 1933 بحرق العديد من الكتب التي تم وصفها بكتب العار آنذاك.!! بهذا ستكون هذه التركيبة الفنية رمزا ضد الرقابة ومنع النصوص وملاحقة الكتاب في آن واحد.
* * *
الكتاب أيا كان محتواه...هو رفيق دائم ..حاضر في أي وقت..لا ولن يبخل بمنحنا أجمل الأفكار..
اتمنى لكم وقتا ممتعا..وأنتم تتأملون في صور الباراثينون.
كي لا أضيع حق..الإبن الصديق. احمد الگريطي
فكل لقطة..تشاهدونها هنا..كانت بعدسة كاميرته..التي واكبت العمل..منذ بداية إنشائه..وحتى يوم إفتتاح المعرض..والتي إستغرقت ما يقارب 6 أشهر !
له كل الشكر..وإمتناني البالغ.لأني فعلا أتعبته بكثرة طلباتي.
((..المنشور..يحتوي على فيديو تفصيلي ليوم الإفتتاح..لكن النشر لم يتقبل إرفاقه))
* *
ترى لو أقمنا معرضا مماثلا للكتب الممنوعة في الدول العربية ..كم هيكلا مماثلا سنحتاجه ليضم الممنوعات الفكرية المصادرة حقوقها!!!!!
لكم..
باقات وردي..وودي..







2017/7/15

عشتار الكلمات

وسن السعيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق